فضيحة مالية تهز "Fashion for Relief"
في حادثة مثيرة للجدل، أظهرت مجموعة رقابية في المملكة المتحدة أدلة قوية على سوء الإدارة المالية في المؤسسة الخيرية "Fashion for Relief"، مما أدى إلى منع عارضة الأزياء الشهيرة نعومي كامبل من العمل كوصيّة على المؤسسة لمدة خمس سنوات. قضية أثارت الكثير من التساؤلات حول كيفية إدارة الجمعيات الخيرية وكيفية تصرف القائمين عليها.
التحقيقات تكشف عن سوء إدارة حاد
أصدرت لجنة المؤسسات الخيرية في بريطانيا تقريرًا يوم الخميس، حيث أشار البيان إلى أن المؤسسة الخيرية التي أسستها كامبل "تخضع لإدارة سيئة" و"تعاني من نقص في الإدارة المالية". ومن خلال التحقيق، تم الكشف عن أن الجمعية الخيرية أنفقت أقل من 9% فقط من أرباحها على المنح والقضايا الاجتماعية، بينما كانت هناك نفقات غير منطقية تتعلق بإقامة كامبل في فندق خمس نجوم وتأمينها خلال مهرجان كان السينمائي في عام 2018، بالإضافة إلى تكاليف "علاجات السبا، وخدمات الغرف، وشراء السجائر".
العبقري الحلقة 2
عواقب وخيمة على القائمين على المؤسسة
لم يكن مصير نعومي كامبل وحدها، إذ تم منع اثنين من أمناء المؤسسة، بيانكا هيلميش وفيرونيكا تشو، من العمل كأمناء لمدة تسع وأربع سنوات على التوالي. كما أظهر التحقيق أن هيلميش تلقت أكثر من 290 ألف جنيه إسترليني (حوالي 388 ألف دولار) كرسوم استشارية لم يتم الإفصاح عنها.
فشل في التعاون مع مؤسسات خيرية أخرى
اللجنة أشارت أيضًا إلى أن "Fashion for Relief" فشلت في إدارة شراكاتها مع مؤسستين خيريتين، وهما "Save the Children Fund" و "Mayor s Fund for London"، مما أدى إلى تراكم ديون تُقدّر بحوالي 345 ألف جنيه إسترليني (أكثر من 460 ألف دولار). وقد اضطرت اللجنة لتعيين مديرين مؤقتين لتسديد المدفوعات المستحقة.
استرداد الأموال والحماية من الفساد
قال تيم هوبكنز، نائب مدير لجنة الأعمال الخيرية، في بيان: "لقد أسفر هذا التحقيق، وعمل المديرين المؤقتين الذين عيناهم لإدارة الجمعية الخيرية، عن استرداد 344 ألف جنيه إسترليني وحماية 98 ألف جنيه إسترليني أخرى من الأموال الخيرية". وأشار إلى أن التحقيق أدى إلى تبرعات لمؤسسات خيرية أخرى كانت تدعمها هذه المؤسسة سابقًا.
إغلاق "Fashion for Relief"
بناءً على هذه النتائج، تم حلّ منظمة "Fashion for Relief"، التي تم تسجيلها رسميًا في عام 2015، بعد عقد من تأسيسها. وتمت إزالتها من سجل الجمعيات الخيرية في البلاد في شهر مارس من هذا العام.
نعومي كامبل تعبر عن قلقها
في رد فعلها، أعربت كامبل عن "قلقها الشديد" إزاء نتائج التحقيق، حيث صرحت لوكالة أسوشيتد برس في باريس، يوم 26 سبتمبر، قائلة: "لقد علمت للتو بالنتائج اليوم، وأنا قلقة للغاية. نحن نقوم بالتحقيق من جانبنا". وتابعت: "لم أكن أتحكم في أعمالي الخيرية، وقد وضعت السيطرة في أيدي محامٍ قانوني، لذا نحن نجري تحقيقات لمعرفة ماذا جرى".